عانس!!!
يالهذا اللقب الواجع والجارح ، لقب يجرح الأذن قبل أن يجرح القلب .
ونحن في الوطن العربي نعاني بشدة من هذا اللقب ، وهو لقب مرتبط بالرجال كما يرتبط بالنساء لكنه مرتبط أكثر بالمرأة ، فمن اقترب عمرها من الثلاثين أصبحت وبلا أدنى شك من المحظورين ، فأينما ذهبت يشار اليها وأي حديث يفتح لابد من سيرتها وأن تأتي ويقولون بكل قسوة (عانس ) ، كلمة جارحة بكل المقاييس .
من شدة قسوة هذا اللقب أصبحت الفتاة تحاول وبكل جهدها أن تبعد عن هذا اللقب ، لكي لا يشار اليها في المجالس ولا تأتي سيرتها على ألسن من لا يفهمون ولا يراعون المشاعر ، فنجد أن من مضى بها العمر واقتربت من هذا اللقب أو أصبحت فيه ولم تجد بعد الشخص المناسب , توافق وبلا تفكير على أي شخص يتقدم لها فهو بالنسبة لها مثل قارب النجاة للغريق في بحر العادات والتقاليد الخاطئة ، ولا تفكر في مدى مناسبته لها أو صفاته ، فهى موافقة عليه بدون أن تراه .
لكن في بعض الأحيان يكون الشخص مناسب وتكمل معه الحياة وهى سعيدة وراضية ، وفي أحيان أخرى يكون العكس ، وفي هذه اللحظة كيف تغير هذه المسكينة حياتها ، فتكون أمام خيارين لا ثالث لهما :
أن تعيش رغم كل ما تعانيه من ألم ووجع وحسرة ، تعيش وهى تتمنى رجوع العمر للوراء قليلا لكي تقول لا لهذه الزيجة ، فهى تتمنى وتتمنى لكن واقعها يظل كما هو بلا تغيير ، فما هى فيه لا يعتبر سوء اختيار لانها لم تختار لكي يكون الاختيار جيد أو غير جيد.
أو أن تتمرد على هذا الواقع وتحاول أن تجمع ما تبعثر من حياتها في لحظة عمياء لم تفكر فيها سوى في الخلاص من لقب أخذ أهميته من أناس لا يرحمون ، وألسن سليطة ، وتفكير ساذج .
وتمردها يكون بطلب ( الطلاق ) ، لكنها في هذه الحالة سوف تكتسب لقبا آخر أشد عمقا في قسوته ، وأكثر ألما في معناه ، انه لقب ( المطلقة ) .
ونحن نحتاج في مصر خاصة وفي الوطن العربي عامة الى تغيير بعض المفاهيم والمصطلحات ، والتنازل عن العادات والتقاليد الخاطئة بل ومحوها تماما من قاموس عادتنا وتقاليدنا .
ولن يتغير المجتمع الا بنا نحن الشباب فأي تغيير نريده لابد وأن نبدأ به اولا ، فواجب علينا أن نحمل شعلة التغيير والاصلاح لكل ما هو خاطىء وسلبي في مجتمعنا ، ولا نأخذ شكلا سلبيا وننتظر أن يتغير .
وللعنوسة أسباب كثيرة ومتتعددة ومتشعبة منها ما يرتبط بالفتاة نفسها ، ومنها ما يرتبط بتفكير وأسلوب المجتمع المحيط .
ففي رأيك ما هى أبرز أسباب العنوسة في مجتمعنا العربي ؟؟
وكيف يمكن القضاء عليها ؟